مكالمة الموصل – إضافات ضرورية لإكمال الصورة
نشرت في مقالتي السابقة مكالمة لي مع صديقي ربيع قاسم القزاز حول ما حل بالموصل وما وصلت إليه الأوضاع فيها. ورغم أمانة صديقي التي لا اشك بها مطلقاً إلا أنه ربما لم يكن حيادياً في تقديراته وتصوراته وتقييماته للأمور بل ينطلق من تجربته وعواطفه وقناعاته إلى حد ما، فلم تكن تلك المكالمة تنقل الصورة الكاملة وبالشكل المطلوب من الحيادية عما جرى في الموصل. وقد لاحظت فور حصولي على نسخة من "وثيقة المدينة" إنها ليست كما وصفها صديقي : “ورقة تعليمات إسلامية بسيطة مثل منع الخمور والتدخين” بل هي ورقة طائفية خطيرة ومتخلفة ومصممة للإصطدام بين الإسلاميين السنة وبقية فئات المجتمع من شيعة وعلمانين وذوي الأديان الأخرى. وقد سارعت إلى كتابة هذا التعديل على موقعي على الفيسبوك وعلى موقع آخر كنت قد نشرت فيه المقالة، لكني لم اهتم بنشر ذلك في كل المواقع التي نشرت فيها المقالة الأصلية، والآن ارجو أن توضح هذه المقالة موقفي من هذه النقطة.
قد وصلتني ردود أفعال مختلفة، من تعليقات على الفيسبوك وإيميلات، أنشرها هنا لأنها في رأيي قد لا تعطي فكرة واضحة لما حدث في الموصل، لكنها تطعي فكرة واضحة تماماً لكيفية تلقي مختلف الأطراف لتلك الصورة وعلى اي الأجزاء تركز وايها تصدق ولا تصدق، وأملي أن تخدم هذه الرؤية في خلق حوار أكثر فائدة وهدوءاً. إن أعداء الشعب ينظرون إلى ردود الأفعال هذه ليدرسوها ويتعلمون كيف يحطمون هذا الشعب، فلندرسها أيضاً لنتعلم كيف نقاوم ذلك التحطيم.
من التعليقات السريعة على الفيسبوك:
• "ما زلت متعجبة لارتياحهم لداعش وهو وفرض عليهم عدم خروج النساء الا بمحرم وعدم تعلم البنات فوق المرحلة المتوسطة وما هذا الا بداية ؟؟؟؟ الخلل ان الجيش لا يمكن تسميته جيشا فهو تطوعات عشوائية لاجل الراتب وليس جيش نظامي الزامي محترم "
• عذرا يا صديقي يؤلمني أن أمتنع عن التعليق لحزني العميق عما يحصل
• ﺍﻗﺎﺭﺑﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺻﻞ .ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﺟﺎﻧﺐ.ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﺧﺘفوﺍ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻪ .
• صديقتي راتهم بشكل عادي اثناء هروبها مع عائلتها الى بغداد وكانوا يقولون لهم انه لاعلاقة لهم بهم ان حربهم مع الجيش
• هناك زميل من الموصل عندما سقطت الموصل قال غير معقول هل نزلوا بالطائرات ...المناطق كلها حواجز كونكريتية وليس لها الا منفذ واحد ...الجواب انه ليس هناك انزال بطائرات وانما هم لهم اوكار في داخل هذه المناطق انطلقوا منها بمجرد الضوء الاخضر بانطلاق الدعم من الخارج والسيطرة
• زين بغداد والبصره هم راح تستمر بدفع رواتب و نفط وبانزين و خدمات واعمار ان كان اهل الموصل مرتاحين على داعش لو شلون؟ هو باللهجه العاميه بوري واكلوا اخوانه السنه خسروا اراضيهم للاكراد وراحت كركوك منك للاكراد طلعتوا من كل هذا هب بياض وان استمر داعش وانتم قرحانيين بدولة الاسلاميه وراح تقطعون اتصالكم ببغداد هم نفط البصره وخير كركوك هم راح يروح منكم .. وبالمناسبه هو مقلب واكلتوا من الاكراد و تركيا
• كلنة راح ناكلة من يروح من عدنة العراق ويتقسم
• والله يا اخي اني معاك والعراق راح من ادينه ان لم نكن على قدر المسؤوليه وهنا مسؤوليه اهل الموصل اكبر من اي مسؤوليه فمن المعيب ان ياتي ابن البصره لتحرير الموصل واهل الموصل نفسهم فرحين بداعش . وهنا نقول عيوننا و ارواحنا لاخواننا اهل الموصل قبل كل شئ
• كلام الناس ومشاعرها ( كونها ضحية الأحداث) بمكن دراستها كمؤشر لغايات المخطط لكنها لا تساعد في امتلاك الصورة الكاملة،،، بل احيانا تتسبب في تضييع الصورة،،،، فردود الأفعال قد تطفو الى السطح وكأنها أصل المشكلة...
• خلايا نائمة , كره للدولة , أحتقار للذات , غياب الحس الوطني , غياب الوعي السياسي والاجتماعي , شبه أمية الشعب , كل هذا ساهم بدخول خفافيش الظلام الممسوخة ( داعش) هذه الى أرض الوطن الحبيب وتدنيسه
• أتمنى من كل قلبي إستقلال كردستان و سنتستان و نارهم تاكل حطبهم
• حسنا سيدي ها هي المدن السنية بيد داعش بالعافيه عليهم حكامهم الجدد وسيتوقف الداعشيون عند اطراف المدن الشيعية باسوء الاحوال وبعد؟ ؟؟ هل سيتحمل الموصليون الوثيقة الإسلامية (البسيطة)؟ هل يقبل الاكراد داعش جيران لهم؟
• نفس ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﻤﻮﺻﻞ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ تكريت ﻭﺑﻴﺠﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﻗﺎﻁ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ.ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﺩﺍﻋﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ ﻣﻨﺬ ﺳﺘﻪ ﺍﺷﻬﺮ.ﻭﻟﻐﺎﻳﻪ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﺗﺴﻘﻄ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩي ﺑﻴﺪ ﺩﻭﻟﻪ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﺎﺳﻠﺎﻣﻴﻪ. ﻳﺎﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺎﺛﻨﻴﻦ?
• العداء الذي بين الجيش واهل نينوى هو الذي دفع الى الصاق جريمة حي الزهراء بالجيش
***
هذه كانت تعليقات الفيسبوك، أما الإيميلات فكان أهمها من صديقين عاتبين ومستائين من المقالة، أحدهما مؤسس موقع "موسوعة نينوى" والذي كتب ما يلي عن كلام الأخ ربيع قاسم:
"لاادري لم ذكر قضية العائلة التي تمزقت اشلاءها وتصوير العائلة موجود في اليوتيوب ونشرناه في موقع موسوعة نينوى على الفيسبوك كما نشرنا الفيديو الاخر وهو يصور القتلى تملأ حي الزهراء واصوات الاستغاثات والبكاء ووو والذي لم يتطرق اليها المتصل مع انها ابشع بكثير من حالة البيت المقصوف ؟!! يمكنك اخي صائب مشاهدة الفيديو هذا وكذلك فيديو البيت المقصوف على صفحتنا المشار اليها , وانا متأكد انك ستدرك بعدها ان القصف كان بالهاونات من قبل داعش بدليل ان المصور يصرخ (هذا هو الاسلام ,, )؟!! ثم يشير الى اثر الهاون في الشارع , وفي النهاية يطلب احدهم اكمال التصوير المؤلم , فلا (احد في الشارع منهم ) !!
يقول المتصل :(وفي مساء الخميس بدأ يبرز إسم "دولة العراق الإسلامية"، ونشروا ما يسمى بـ "وثيقة المدينة" وهي ورقة تعليمات إسلامية بسيطة مثل منع الخمور والتدخين، تم توزيعها على الناس وإلصاقها في الأماكن العامة.) ؟!!!!! انه يعبر عن الوثيقة ب( تعاليم اسلامية بسيطة )!!! الوثيقة هذه ايضا نشرناها والتي كتبت في مسجد الحق في حي الاصلاح الزراعي ونقلنا تفاصيل الاجتماع بعلماء وعشائر الموصل من هناك بدقة ايضا , الوثيقة لاتمت معظم فقراتها بالاسلام العظيم وبمواد الفقه السني والشيعي ايضا , وكانت الوثيقة ضربة قاصمة على الاهالي ونتج عنها خلاف كبير بين النقشبندية والمجاهدين وداعش , وحسم داعش الامر بان القرار لداعش فقط , والمتصل يعتبرها تعاليم بسيطة مما يجعلنا نتوقف عند امانته ومصداقيته ؟!
يقول المتصل حول السؤال عن المقاتلين الاجانب : (أنا أيضاً سمعت بذلك لكني لم ار هؤلاء، من رأيتهم وسمعتهم كانوا عراقيين) وهل هذا دليل على عدم وجود المسلحين الاجانب من المغرب وليبيا وافغانستان , وهل تفيد شهادته هذه بعد الفيديوهات والتصاريح التي كشفت حقيقة المسلحين في داعش ؟!!
يقول المتصل ( أكيد الناس شعرت بالإرتياح للتخلص من الجيش.. يا أخي يقتلون الناس).؟!!!! في هذا الشهر كانت اتصالاتنا بالموصل يومية وفي خلاله كانت داعش تفرض سيطرتها وترسل رسائل تهديد , ومنها الاستاذة فالحة الصالح مراسلة موسوعة نينوى في الموصل التي هددت ثم قتلت على الجسر الخامس في الموصل من قبل سيارة لداعش (لدينا الرسالة والوثائق التي تثبت ان التهديد والقتل كان من داعش)
اما عن اتصاله السابق والحالي وتركيزه على سوء معاملة الجيش , فقد تحصل تجاوزات هنا وهناك ولكن اقسم بالله ان الفترة التي عشتها في الموصل مارأيت الا كل رضاء وانسجام بين الاهالي والجيش واصحاب السيطرات , ماركبت تكسي الا وصاحبها يسلم ويسال ويمازح الشرطة ولدي مشاهدات رائعة لامجال لذكرها تؤيد هذا الانسجام , مع اني لااكذّب حالات قد تحدث عكس ذلك ولكني لم ارها طيلة الشهر الذي عشته في الموصل والذي قال في ذلك الوقت صاحبنا ماقال !!
تعبت .. تحياتي –
إنتهى الإيميل، وكان ملخص جوابي للأخ صاحب الموقع أني قد وضعت رأيي عن وثيقة المدينة في تعليقات وأني نقلت ما قيل لي فقط، وطلبت منه أن يزودني بأية معلومات حصال عليها مباشرة وخاصة بالنسبة للشهيدة فالحة الصالح ملاحظاً أن "أفلام الفيديو قليلة القيمة بالنسبة لي ما لم يكن المتحدث فيها شخص معروف الهوية.. " وطلبت منه تأجيل نشر المقالة لحين إرسالي المقالة التي بين يديكم ليكون الأمر متوازنا ويخدم في رؤية كيف يرى كل من السنة والشيعة الأمر لعل ذلك يساعد على تفهم المقابل وكيف يفكر بأمل ان تكون الحوارات أكثر فائدة وأقل غضباً.
****
الإيميل الآخر، أو بالأحرى سلسلة الإيميلات كانت مع الصديق الأديب الذي اكن له كل الإحترام والإعتزاز "عمار المطلبي" الذي لم أستطع إقناعه بموقفي على ما يبدو وقد طلب نشر الإيميلات المتبادلة بيننا وترك القراء يحكمون، وها أنذا افعل ذلك نزولاً عند رغبته:
عمار: الأخ صائب: موضوعكَ ( مكالمة من الموصل) غير موفّق، و هو دعاية رخيصة ضدّ الجيش العراقيّ الذي كان يقدّم الشهداء كلّ يوم في الموصل .. و هو للأسف دعاية رخيصة لصالح داعش و البعثيّين .. ستشهد الأيّام بإذن الله سحق رؤوسهم و تحرير الموصل من دنسهم، و إسقاط المؤامرة التي لا يتعامى عنها إلاّ كلّ طائفيّ حاقد .. إنّ الإيحاء بأنّ المالكي و الجيش العراقيّ طرف في مؤامرة تقسيم البلد أسلوب لم أكنْ أتخيّل يوماً أنْ تكون طرفاً فيه ..
هلاّ حرّك قلمكَ إعدام آلاف الشباب في تكريت بدمٍ بارد، لتكتب عنهم . الحمد لله أنّ الكلمة الفصل لجيشنا البطل ، لا للمواقع التي تنشغل باحتفالاتها، و الوطن يحترق من أقصاه إلى أقصاه .
عمّار المطّلبي
صائب: أخي العزيز عمار،
1- آسف لغضبك الشديد هذا ،
2- أنا نقلت ما قال لي الأخ المذكور في المقالة وإسمه صريح ويتحمل مسؤولية ما قاله ، وهو صديق قديم وشخصية عراقية معروفة نسبياً،
3- أنا لا أختلف معك شعرة في ما نهدف إليه ، واحتلال الموصل هزني بشدة، وأكثر منه ما جاء عن الرضا النسبي لجزء من السكان ،
4- أنا لا أنكر شهداء الجيش لكني أقول أنه مخترق ويجب التحقيق في سلوك بعض منتسبيه في اعلى القيادة ، وهناك مليون دليل على أن البعض منهم يعلمون لجهة أجنبية واكبر دليل هو سقوط الموصل وسجن أبو غريب وغيرها، وهناك أدلة أخرى متفرقة مثل كنيسة سيدة النجاة ... الخ
5- ما أراه أن هناك جناح لـ "داعش" داخل الجيش تقوم بتهيئة الناس في الغربية لكراهية المالكي وحكومته (والتي تتصرف بتخاذل شديد) ثم تأتي داعش لتوجه الضربة ..
6- مهما قلنا ومهما مجدنا الجيش ولم نحقق في الأفعال التي قاموا بها في الموصل والأنبار فلن تقنع أهاليها، وهؤلاء ليسوا كلهم كذابين وبالتأكيد ليسوا داعشييين ولكن طول الإضطهاد المدروس إضافة إلى المندسين دفع بهم إلى هذا الإتجاه الخطير
لا يوجد جيش في ا لعالم ليس فيه خبائث، فكيف بجيش أشرفت الموساد وأميركا على اختيار عناصره وقياداته؟ هل تتصور أنهم كانوا يريدون جيشاً يخدم العراق؟ إذن من اين جاءت الثقة بهذا الجيش؟ ولماذا لا تقوم الحكومة بإجراءات حقيقية للتحقيق ولماذا لم يعاقب أحد على افعاله ولماذا لم يعاقب الجندي الذي أطلق النار على المعتصمين في الفلوجة ليعطي المالكي الناس في تلك المناطق الثقة بأن لديهم حكومة؟ هذه كلها طرحتها أخي العزيز في مقالتي السابقة ، ولا أدري لماذا يتحول كل شيء إلى عنصر استقطاب في هذا البلد: المالكي قائد ضرورة لا يمكن التخلي عنه حتى لو تحطم البلد، الجيش مقدس ومكون من الملائكة ولا يمكن التحقيق معه حتى لو تحطم البلد.. .. كيف يمكن للبلد أن ينجو من كل هذه التهديدات والإستقطابات؟ أي بلد في العالم يصبح فيه الرئيس عنصر استقطاب يقوم بنفسه بالإستقالة لحل المشكلة ، واي جهة تطالب بالتحقيق مع أية مؤسسة في الدولة ، تتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة للتحقيق، اما عندنا فكل شيء محمي ومقدس، حتى وزير الشباب مقدس لا يمكن التحقيق معه... هناك افتراض غريب بأن جميع السنة كذابين وان لا شيء يحدث هناك ولا حاجة للتحقيق، ومثل هذا الإفتراض كفيل بالقضاء على اي أمل لهم بأي نتيجة ، ودفعهم إلى أحضان الأعداء وهم (الأعداء) جاهزين بكل قوة وأنت تعلم جيداً موقفي منهم من الف مقالة سابقة..
أرجو ان اكون قد أصبح موقفي واضحاً لديك ، واعتذر إن لم يكن كذلك وتسبب لك بكل هذا الألم.. وتقبل تحياتي ، صائب
عمار: الأخ صائب: لم يكن هذا رأيي وحده .. بل رأي كلّ مَنْ قرأها من الأصدقاء .. و لا أخفيكَ أنّ الألم يذبحني لمجزرة تكريت ، لكنّ هذا لا علاقة له برأيي.
أنتَ تقدّم صديقكَ مصدراً محايداً، و تقدّم الجيش العراقي جيش احتلال، و داعش مسالمة، و ما تطلبه من أهل الموصل هو مجرّد الامتناع عن التدخين و الكحول ( بس ) .. لا إعدامات وقعت و لا اغتصابات، و أثيل النجيفي لا علاقة له بما حدث، و داعش ستوزّع الرواتب، و كلّ شيء سيكون آخر حلاوة ..
و الذي أعرفه يا أخ صائب، أنّ التحقيق يأتي فيما بعد، حين يتهدّد الوطن غزو، أو بلاء، و أيّ كلام كالذي ورد في مقالكَ يدخل في باب التثبيط و التشكيك .. أليس كذلك ؟!
كيف بالله تُلقي التبعة على ممارسات الجيش الذي كان يستشهد منه كلّ يوم العشرات في الموصل .. لقد خبرنا طائفيّتهم أيام المجرم صدّام، و خبرنا إجرامهم من قبل.
سأكتب ردّاً على مقالكَ، ولا أخفيكَ إنّكَ لو لم تضع اسمكَ على هذا الموضوع، لما صدّقتُ أنّه لك يا أخ صائب .. كنتُ أتوقّع منكَ شيئاً غير هذا .. هذا الموضوع ، كما أرى، غير جدير بكَ أو بما سبق من مقالاتك .
محبّتي .
صائب:أخي العزيز.. ثق أني ما كتبت إلا ما قال لي هذا الصديق ولو كان غيره لما كتبت ما قال، وثق أني قد كتبته متألماً. لقد قرأت عن مجزرة تكريت ، ولا أدري إن كانت صحيحة أم لا ، ولا أستبعدها عن هؤلاء القتلة... الحكومة ذاتها لم تصرح بأي شيء بشأنها حسب علمي وإنما هناك بيان من داعش ذاتها، ولا أدري كيف تمحص بيانات داعش..
أما بالنسبة لمقالي وتأكيدي على ما عاناه أهل الموصل فهو ليس امر جديد، ولقد سبق أن كتبت عن شكاوى أهل الموصل والأنبار وهي التي مازالت ذاتها لا تحرك ساكنا في الحكومة ، ولا أظنها ستفعل
هذا الرجل قال لي ما قال ، وأنا كتبتها كما هي بلا تعليق ، ولو فحصت ردودي عليه وأسئلتي المتابعة لوجدت عنصر الشك والتحقيق فيها .. لقد كانت أجوبته صدمة لي ، لكني كنت أشعر أن علي أن انقل هذه الصدمة كما هي إلى القراء
ولأعطيك فكرة عن الرجل فقد سبق أن كتبت عن صدقه الأسطوري وأمانته ، الرجل حنبلي في صدقه .. فإحدى قصصه أنه رفض وهو في الإعدادية أن يمتحن في درس اللغة الإنكليزية لأنه علم ان أهله عملوا له واسطة مع مدرس الإنكليزي، واعاد سنة كاملة بسبب ذلك . هذه ليست قصته الوحيدة فهناك قصص أخرى غريبة حتى عن جيلنا الذي كان اكثر صدقا بشكل عام من الأجيال الحالية الشابة في العراق، لكني لن أطيل عليك بها هنا..
لاحظ أيضاً أن الرجل والكثير غيره في الموصل هربوا من داعش في ليلة ظلماء قضوها يرتعدون مما ينتظرهم، مما يعني أنهم ليسوا منها ولا يحسبونها صديقاً بل عدو خطير، فليس هناك مجال لإتهامهم بالتواطؤ معها...
هذه حقيقة يا عمار، .. هذه حقيقة .. ما قاله الرجل حقيقة مرعبة لكن لا مفر من أن نواجهها .. لقد طبخ الجيش أهل الموصل بالأذى والتنكيل وفرض الإتاوات إلى درجة أنهم يشعرون بالراحة الآن أكثر، إذا أعجبتنا هذه الحقيقة أو لم تعجبنا.. ليس لدي سبب لكي أكذبهم وأصدق أن الجيش مقدس بعيد عن الشبهات. إنها مؤامرة ذات جانبين لتحطيم العراق..
نفس الشيء بالضبط في الأنبار، وقد تحدثت إلى أصدقاء وأقارب لا يمكن ان يخدعوني بكلامهم وميزت ما شهدوا به شخصياً وما سمعوا به .. إنهم يشعرون أنهم لسنين طويلة تحت رحمة سفلة مقدسين يبتزونهم ولا يجرؤ أحد على أن يقول كلمة بحقهم، فضع نفسك مكانهم لحظة واحدة وتخيل كيف سيكون موقفك وإلى اي مدى سيصمد إصرارك على الوطنية... فكيف بالإنسان العادي؟
التحقيق لا يضير الجيش لو كان سليماً، وأود تذكيرك أن رفض التحقيق لم يشمل الجيش فقط بل حتى لصوص يصرخون بلصوصيتهم مثل وزير الشباب ، فروحية التستر على السفلة ليست غريبة على الحكومة ..
هناك داعش أخرى يا أخي العزيز وضعوها في الجيش ذاته وجعلوها بحماية المشاعر الطائفية والشكوك لتفعل كل ما تريد وتذهب الشكاوي كالصرخات في البوادي ..
ليس كل من اشتكى هو سافل .. هناك أصوات تصرخ بصدق يا أخي العزيز.. لا تتخيل أن أهل الأنبار أو الموصل يرضون بسهولة أن يقسم بلدهم بلا سبب وهم الذين طالما رفضوا وحاربوا وقتلوا من أجل بقائه واحداً...
أنا حين نقلت ما نقلت عن الرجل فأنا لا اقر داعش حتى لو كانت مسالمة فعلاً، ولا استبعد أن أعطي لها دور في الموصل غير ما أعطي لها في سوريا، فهي منظمة إرهابية إسرائيلية ويمكن للإسرائيليين ذاتهم أن يلعبوا دوراً مسالماً حين يحتاجون إلى ذلك...
لقد كان هناك شخص أخر كتب رواية مماثلة لما قاله ربيع وزاد عليها أكثر في الخاتمة عن سلمية داعش أو من احتل الموصل، فشككت بكل روايته ، وبحثت فوجدته يضع خطاباً لعزت الدوري ، فنبهت جماعتنا في موقع الشطرنج على النت على هذه النقطة وأنه بالتالي لا يجب أن يؤخذ بمصداقية
أنت تعلم اكثر من غيرك كم كتبت ضد أميركا وإسرائيل ربما أكثر من أي كاتب آخر في العراق، وأنا كما قلت لك أعتبر داعش عصابة إسرائيلية فكيف تتصور بأني يمكن ان أكتب لدعمها والترويج لسلميتها؟ إنني أنما أكتب محذراً إلى الخطر الذي سيأتينا من حيث لا نتوقع: "فرقة إسرائيلية بجلد سلمي" و جيش ملغوم يجب أن نقدسه ونمنع عنه التحقيق..
إن ما حدث في الموصل هو ذات ما كتبت يوماً عن الأفعى التي يمزق سمها أوصال الضحية فتشتاق أعضاءها إلى أن تتمزق عن جسدها من شدة الألم، وهذا هو رأيي بما يحدث اليوم ..
لا ادري إن كان هذا كافياً، لكني أرجوك أن تتمهل في كتابة ردك .. إمنحني الفرصة لأشرح موقفي أكثر في مقالة أو مقالتين أخريين، ربما اليوم أو غداً.. فأنا وأنت في خندق واحد ولا أشك في ذلك لحظة واحدة، ولا أريدك أن تندم على ما تكتب .. راجيا منك أخيراً أن توصل ردودي إلى من ذكرت من الأصدقاء الذين اساءوا فهمي أو أسأت التعبير عن موقفي ففهموني خطأً، وربما أن تتناقشوا في الموضوع، ولكم الخيار في النهاية طبعاً، اما أنا فيعز علي أن اخسر هؤلاء الأصدقاء ، وسأفعل ما أستطيع لكي لا اخسر أي منهم، خاصة في هذا الظرف العصيب.. وأني على استعداد للإجابة عن أي سؤال.. دعني أقول لك أني ارحب بمناقشة علنية حول أقوالي تنشر في المثقف إن شئت، وليطرح الجميع تساؤلاتهم وشكوكهم واتهاماتهم، ليس الأصدقاء فقط بل كل القراء في المثقف مثلا..
قرأت "وثيقة المدينة" وأقر بأن صاحبي لم يكن دقيقا في وصفها لي، ربما بحكم موقفه من الإسلام والسنة ، وأنا واثق انه لا يقصد الغش بالأمر، لكن من الناحية الأخرى هي أعطت صورة غير صحيحة وأشعر بالأسف لأني نقلتها واستعجلت بنشرها دون تمحيص وتعليق.. سأشير إلى ذلك في مقالتي القادمة بلا شك..
مع كل اعتزازي وتقديري ومحبتي
عمار: لا يا أخ صائب .. تستطيع سحب الموضوع، ثمّ تكتب عن ذلك فيما بعد .. لا أنْ تبقيه، هذا ما يقوله المنطق .. سيستخدم هذا المقالة كلّ مَنْ في نفسه غرض و هذا لا يرضيك .. بصراحة مرّة .. هذا الموضوع ينسف تاريخكَ نسفاً .. لا تقل لي إنّكَ مجرّد ناقل .. لا .. أسلوب الموضوع يوحي بأنّكَ تريد إقناع القارئ .. و أنتَ أعلم بذلكَ منّي .
محبّتي
صائب: لا شيء ينسف تاريخي أيها العزيز ، أنت تبالغ قليلا، وترى الشر في جهة واحدة فقط ..
نشرت المقالة في الفيسبوك وفي موقع الشطرنج وفيهما قراء شيعة كثيرين ، ليس بينهم من لي علاقة به كعلاقتنا، وأكثرهم ليسوا مرنين جداً، لكني لم اسمع من أي منهم مثل غضبك.. ورغم ذلك وضعت اعتذاراً على كليهما قلت فيه بأني قرأت الوثيقة وتبين أنها ليست كما ذكر ربيع وأن فيها نصوص حقيرة وطائفية وتعيد العراق قرونا إلى الوراء .. الخ
الشيء الذي أسفت عليه بالنسبة للمقالة هو ما يتعلق بوثيقة المدينة ليس أكثر.. الباقي صحيح وفعلا أريد الناس أن تقتنع به ، أن تقتنع بأن الجيش تصرف وكأنه جناح لداعش ، وكون بعض منتسبيه يقاتل ببسالة لا يدعو إلى عدم التحقيق مع الباقين..
هذا الكلام لصالح الحكومة ذاتها إن كانت تريد عراقاً، وليس لصالحي أنا أو لصالح موقفي ، فحتى لو أقتنعت أنا أن الحكومة نظيفة وأن شكاوى السنة من الجيش كلها كذب فلن يغير هذا في الأمر شيئاً، ولن تقنع سني واحد في العراق بمثل هذا..
الحل الوحيد هو أن تعطيهم أملاً بتغيير سياسة الحكومة والجيش معهم ، وأسوأ ما يمكن الحكومة أن تفعله هو أن ترفع الهتافات بتقديس الجيش كما تفعل الآن.. هذا كمن يقول لهم أقطعوا الأمل ، وارضوا بقسمة داعش...أنا عن نفسي كنت سأرضى بكل شيء ولا داعش، لكني لا أستطيع أن أطالب الآخرين بالتحمل إلى ما لا يبدو له نهاية...
يجب أن تكون هناك حملة من داخل الجهات المؤيدة للحكومة تدعوها للتحقيق مع الجيش (هذا إن كانت الحكومة تستطيع أن تفعل ذلك وهو ما أشك به) وإلا فمهما فعلنا ، فسنقرأ السلام على العراق.. هذه قراءتي للوضع في تلك المنطقة من خلال اتصالاتي..
عمار: الجيش طائفي، و الدليل مئات ملايين الدولارات التي نُهِبَت من مصارف الموصل !!!!!!!
منْ أين جاءوا بهذه الملايين؟ من نفط البصرة و ميسان طبعاً .. من خزينة الدولة التي تتهمونها بالطائفيّة .. أنتَ للأسف تتطابق مع تصريحات أثيل النجيفي الذي يقول الشيء نفسه، و يرفع شعار أهل السنّة و اضطهاد أهل السنّة ، تماماً كما تقول .. لديّ سؤال هل كان صدّام عادلاً، فلم نسمع شكوى من هناك، و لم نرَ أحداً يكتب ضدّه ؟!!!
و إنْي لأعجب منكَ يا أخ صائب، فأنتَ تشكك بمجزرة تكريت، و تنادي بانتظار التحقيق، لكنّكَ تسارع إلى قال لي فلان و حدّثني صديقي ، و تجعلها مصدراً، و حين يتبيّن لك كذب الراوي، لا ترفع الموضوع .. إرفعه أو لا ترفعه فلنْ يغيّر من الأمر شيئاً .. و أنا لا أجاملك على حساب الحقيقة، و لستُ في الفيسبوك الذي أغلبه مجاملات . أيديهم ملطّخة بدماء شبابنا، و لن تغيّر رواية كاذبة من هذه الحقيقة أبداً ..
و بالمناسبة أنا قرأتُ عشرات المقالات التي هي أسوأ من مقالتكَ بكثير، لكنّي لم أنفعل، لأنّي لم أتفاجأ بمَنْ كتبها، كما تفاجأتُ بمقالتك.
في الفيسبوك الخاصّ بكَ، وضعتَ الملاحظة عن الوثيقة في مكان غير بارز، و كتبتَها بطريقة غير مؤثّرة و لا تلفت الانتباه !!!!!!!
تعليقاتكَ تركّز على الجيش و اضطهادهم لأهل السنّة و الجماعة !!!!!!! هذه التعليقات و المقالة جاءت بعد مجزرة تكريت المروّعة ، كأنّكَ في لا وعيكَ تناضل من أجل أنْ لا تُلصَقَ بطائفتكَ !!!!!!!!!!!!
هنالكَ خيط رفيع يا أخ صائب بين أنْ ينتمي المرء إلى طائفة أو أنْ يكون طائفيّاً !!!
الذي أعرفه عنكَ أنّكَ علمانيّ، فكيف يتّفق ذلك مع هذه النغمة الطائفيّة ؟!!!!!!!
على أيّة حال، سأنشر موضوعاً في الحوار المتمدّن و في مواقع أخرى،.
لكَ تحيّاتي
صائب: أنا لا أتحكم في مكان التعليق على الفيسبوك ، فهو يأخذ مكانه حسب وقت نشره، ما لم يكن رداً على تعليق آخر..أما عن مجزرة تكريت فأنا لم أسمع بها إلا مؤخراً وكما قلت لك من مصدر من نوع لم اعتمد عليه يوماً ، بل سخرت من الجزيرة لأنها كانت تقدم بيانات على أنها من بن لادن فكيف أعتمد أنا على مثلها؟
تصورك أن كل شيء افعله ينطلق من طائفيتي أمر عجيب ومؤسف ..
أنا لم أقل ان الجيش طائفي (وهو كذلك بلا شك، لكني لم أقله لأنه ليس الموضوع) قلت أنه مخترق وفيه عملاء وفاسدين يتعمدون إهانة الناس وأذيتهم لتخريب علاقتهم بالمركز ولابتزازهم مالياً، ولم أقل أن هؤلاء شيعة ولا أدري إن كانوا شيعة أو سنة، لكنهم محسوبين على الحكومة.. وأنت تجيب غاضباً بأن ملايين البنوك في الموصل من نفط ميسان والبصرة؟
لدي الف مقالة على النت ، مقابل كل مقالة قد تتصور أنها متحيزة للسنة ، سأعطيك عشرة مقالات منها تتحيز للشيعة وتدافع عنهم... اتهمني البعض بالطائفية بسبب بعضها (على أساس أني شيعي طائفي) ودفعت ثمنها علاقاتي مع من تسميهم طائفتي وهددني البعض وقاطعني الآخر، والآن انت تتصور أني اتعمد وضع تعليق في مكان غير بارز واكتبه بطريقة غير مؤثرة ... وهذا الخيط الرفيع....أنا لا أشعر حتى بالإنتماء إلى طائفة، ولم يخطر ببالي تمجيد بطل سني مثلا، تاريخي أو حالي (لكني فعلت أكثر من مرة مع حسن نصر الله ، ولم أدافع عن شخص كما دافعت عن أحمدي نجاد .. ولم يجرؤ كاتب مثلي حتى من الشيعة أن يدافع عن إيران ويرد الأكاذيب ضدها... كتبت ضد السنة الذين تهجموا على الشيعة إلى درجة السباب والفشار، والآن أريد التغطية على جريمة داعش لأن القتلة سنة وضحاياها شيعة؟ وأكتب تعليقاً اتعمد إخفاؤه؟ على أية حال، ربما تراجع نفسك يوماً
.إيميلاتك تشعرني أكثر من أي شيء آخر بأننا هزمنا وقضي الأمر
عمار: .. إنّكَ أسأتَ إلى محبّتنا لكَ بتبنّيكَ هذا المنطق الطائفي، و أسأتَ إلى فجيعتنا و أحزاننا .. و كتبتَ شيئاً لا محلّ له الآن، ففي الوقت الذي تُقطع فيه رقاب أبناء الجيش، تكتبُ أنتَ روايات تُشيطنهم، و في الوقت الذي يقتلون 1700 من شبابنا في تكريت، و يُهدّدون بالزحف إلى كربلاء و سبي نساء الشيعة، تتحدّث أنتَ عن مظلوميّة أهل السنّة و الجماعة أخي العزيز!!!!!
أدعوكَ لنشر ما تبادلنا منْ إيميلات ، ليحكم الآخرون .
****
أنا لم أذكر طبعاً عبارة "مظلومية" ولا "أهل السنة والجماعة" ليس هنا ولا في أي مكان آخر، بل أقول فقط "السنة" كمجموعة ناس مثلما أقول "الشيعة"، ولم نستخدم تلك الكلمتين إلا في هذه السنوات العجاف، لكن يبدو أن صديقي تصور ما أقول من خلال نظرته وتقديراته وقلقه. ليس مهماً الحكم بيننا فنحن في خندق واحد بلا شك، ولكن هاهي أمامكم من خلال هذه المقالة والمقالة السابقة التي نقلت وجهة نظر صديقي ربيع قاسم، أفكار وتصورات ورؤية جهات مختلفة أتمنى أن يراها الآخر ويفكر بها ملياً وينظر لماذا هي مختلفة عن وجهة نظره؟ من أين جاء هذا الفرق؟ وكيف يمكن ان يصحح وجهة نظر الآخر تلك، أو ربما يعدل أو يخفف من تطرف وجهة نظره إن رآها كذلك أو يجد أفضل الطرق للدفاع عنها إن لم تكن كذلك ويرد على تساؤلات واتهامات الجهة المقابلة؟... وبدون أي توتر... فكل طرف يعلم جيداً أن الآخر مختلف معه كثيراً، ويرى غير ما يراه هو، ولا فائدة من الغضب ولا مجال له هنا. هذا الذي امامي مقتنع بهذا الأمر بهذا الشكل، كيف أغير رأيه وأطمئن ولو بعض مخاوفه وأريه مبالغاته، وأستمع إليه وأسمح له أن يريني ما يعتقد أنني مخطئ فيه متعهداً مع نفسي أن لا أغالط ولا أكابر ولا أدافع عما هو غير حق! خطوة صغيرة ، لكنها كبيرة في زمن التراجعات لتعطي نفساً لمخنوق وأملاً ليائس..
وثيقة المدينة التي أصدرتها داعش في الموصل
http://www.almadapress.com/MediaStorage/GalleryImages/14413.jpg
17 حزيران 2014