مَن يُنصِفُكَ يا شَعبْ؟
عانى الشعب؛ الكلداني السرياني الآشوري الأمرين على مدى عقود كثيرة من السنين، وتعرض إلى مذابح جماعية على مرأى ومسمَع القوى العُظمى ومنها بريطانيا التي كانت حينها تحمل لقب (العظمى)، حيث دُمرت قراه وبلداته، وتعرض للتهجير والسبي والذبح والابادة، دون أن يرف جفن للعالم أجمع وفي حينها كانت عصبة الأمم حديثة التشكيل، وكان شعبنا كشاة سيق للذبح وهو لا يقوى حتى على فتح فاه والاعتراض، وعندما فعل لم يسمعه أحد ومضوا قدما بتكريس واقع الحال لابعاد الشعب عن تحقيق أحلامه حاله حال الشعوب التي تريد الحياة، لكن عندما يأتي دور شعبنا كي يطالب بالحياة فإن القدر يقف معاندا ولا يستجيب أبدا!!!وما أشبه اليوم بالبارحة، فرغم رياح الديمقراطية التي هبّت على العراق واستبشار الجميع بالخير بأن عهد الظلم قد ولى وراح وإن القادم من الأيام سيكون منصفا للجميع، لأن الدستور قد تم أقراره وصوت له الجميع ومنهم كاتب هذه السطور رغم ما كانت عليه من مآخذ قد تم ثبيتها في حينها والكتابة عنها في عام 2005، لأن كانت هناك ملاحظات واجبة التصحيح كي يتحلى الدستور بالعدالة لجميع العراقيين، لكننا قلنا طالما أن ديدن العراقيين الجديد هو الديمقراطية ونبذ الماضي ومحاكمة التاريخ الأسود وإحلال أوراق بيضاء محل تلك التي أسودت من دماء الشعب التي أهرقت على مذبح الحرية في العراق الجريح وفي بلدات مختلفة منه.
لكن أزلام اليوم لا يختلفون كثيرا عن أزلام الماضي!! فها إننا نجد بلدات شعبنا محاصرة بإجراءات بغيتها تغيير ديمغرافيتها رغم أنف الدستور وبمادته (23) الفقرة (ثالثا) و (ب) منها ولمن لا يعرف ما تقول هذه الفقرة سأوردها في نهاية مقالي للاطلاع كي يعرف الجميع أن محاولات تحقيق ما يجري اليوم حول برطلة وبغديدا هو مخالف لأحكام الدستور وأن ما يحاولون القيام به هو عمل حق يراد به باطل بعد أن طالبنا بالالتفات لهذه المنطقة كونها مهملة وتعاني من النسيان وعدم إنشاء أية مشاريع مهمة فيها ويجري ذلك على أيدي من أنتخبهم الشعب كي يسّيروا أموره في محافظتهم!!!
لكن حليمة دائما تعود لعادتها القديمة ولا تريد أن تترك ذلك وما عجز أجدادهم من تحقيقه بالأمس، والسيطرة على أملاك شعبنا واقتطاع أجزاء من قراه وبلداته، فإنه يحاول اليوم تحقيقه، وإن كانت بريطانيا العظمى شاهدة خرساء على مذبحة سميل في القرن الماضي، فاليوم أعظم قوة في العالم ألا وهي الولايات المتحدة ستكون هي أيضا شاهدة لكننا نتمنى أن لا تكون خرساء لأن التهديد لن يكون لبرطلة وقره قوش فقط إنما لوجود شعبنا كله.
فهل سيسكت شعبنا اليوم وينتظر الجزار لكي يؤدي عمله؟ أم ينتفض لكي يكسر السكين المسلطة على رقابه ويقول كلمة حق ويثأر لنفسه ولأبناء شعبه طوال سنين طوال لم تكون جبال حكاري الأولى ولا سميل المذبحة الأخيرة ولا صوريا !!! أعتقد ليس بعد في القوس منزع والأمر لا يتحمل الانتظار.
نص الفقرة المشار إليها:
المادة ( 23):
أولاً :ـ الملكية الخاصة مصونةٌ، ويحق للمالك الانتفاع بها واستغلالها والتصرف بها، في حدود القانون.
ثانياً :ـ لا يجوز نزع الملكية إلا لأغراض المنفعة العامة مقابل تعويضٍ عادل، وينظم ذلك بقانون.
ثالثاً :ـ
أ ـ للعراقي الحق في التملك في أي مكانٍ في العراق، ولا يجوز لغيره تملك غير المنقول، الا ما استثني بقانون.
ب ـ يحظر التملك لاغراض التغيير السكاني.
عبدالله النوفلي
6 آذار 2011