نداء من كاهن عراقي "لا استبعد ان تتم تصفيتنا وفق خطط اقليمية وداخلية"
من على هذا المنبر الحر ننادي وندعوا ونناشد باسم الانسانية أصحاب الضمائر الحية والوطنيون المخلصون العراقيون اينما كانوا ان يوقفوا قتل المسيحيين , كما نطالب من قادة احزابنا الوطنية والقومية والدينية ورؤساء منظماتنا المدنية واطلب من كتابنا الأفاضل المحترمين بالوقوف ضد هذه المؤامرة الخبيثة والقذرة والجرائم التي يندى لها الجبين من قتل وتهجير شعبنا المسيحي المسالم , ومن هذا المنبر ايضا نخاطب هيئة الأمم المتحدة ومنظماته المتخصصة في مجال حقوق الانسان للتحرك والوقوف لوقف هذا القتل العشوائي والذي يطال المسيحيين على ارض الموصل نينوى التأريخية العزيزة , كما ندعوها لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية شعبنا من الابادة الجماعية التي يتعرض لها حاليا في الموصل , اما قادة قوانا الحزبية والدينية فاني اناديهم باسم المحبة والسلام وباسم ارواح قتلانا الشهداء ان يتخلوا عن المصالح المادية الضيقة ويعودوا الى شعبهم بخطاب موحد لانقاذهم من موتهم المحقق لكي يقف شعبنا بكل تشكيلاته معهم للمضي بالمطالبة بتحقيق كامل حقوقه تحت ظل دستور عراقي عادل وفي ظل قيادة حكومية ديمقراطية علمانية غير طائفية ولا عنصرية ...ومن هنا فاننا نناشد حكومة بغداد وحكومة كردستان للعمل على ايقاف قتل المسيحيين في الموصل حيث ان نواقيس الخطر انذارا بقدوم قتل المسيحيين قد تدق في مكان آخر من العراق الجريح .....كما اكد ذلك المطران الجليل لويس ساكو لوكالة الصحافة الفرنسية حيث قال ... "لا استبعد ان تتم تصفيتنا وفق خطط اقليمية وداخلية لانها جزء من مشروع الفوضى الذي يراد للعراق الذي تحول وللاسف الى ساحة للتصفيات بحيث الوضع بات معقدا للغاية وشديد التداخل".ان شعبنا المسيحي بكل انتماءاته الكنسية الكلدانية والآشورية السريانية والارمنية بكل فروعها الشرقية والغربية فانهم جميعا يتعرضون الى القتل والتهجير المنظم ودون تمييز , فالعدو شرس وغدار ولا يفرق بين هذا وذاك فالكل مستهدفون , هكذا يرى المسيحيون واقع شعبهم في العراق!
فاعداء الحياة والحرية ينظرون الى شعبنا بمنظار واحد , فهم لا يفرقون بين المسيحي وبين من يسمي نفسه كلدو اشوري سرياني , فشعبنا يؤمن بالأثنين لان انتماءنا القومي قوته في روحيته المسيحية , اما اذا ما اردنا نحن التفريق بين هذا وذاك فهذه طامة كبرى سندفع ثمنها غاليا .
ان الذي يميز شعبنا عن بقية الشعوب هو توحده الديني بالقومي وهذا هو الخطر الذي يتوخاه اعداء الحياة والحرية من الطائفيون والعنصريون ويحاولون تمزيقنا الى فئتين دينية وقومية .
كما ان اعتزاز شعبنا بانتماءه الى دين يدعو الى العدل والمساوات واشاعة السلام , لا يتقاطع ابدا عن قوة اعتزازه بانتماءه القومي , ان ما يتعرض له شعبنا من قتل وتهجير له دوافع واهداف عدة , ولكن اخطرها هو السعي لافراغ العراق من سكنته الأصليين لكي تخلوا الساحة للقبائل الطائفية والعنصرية الجديدة والتي تحاول الاستحواذ على كل شئ في العراق , ان ابعاد المكون المسيحي يفسح المجال لبعض المكونات الكبيرة والمتنفذة للسيطرة على كل المواقع الادارية في كل محافظات العراق وخاصة المحافظات الشمالية .
ان ذبح شعبنا وتهجيره لم يحدث اليوم انما كان قد بدء منذ اليوم الأول لسقوط بغداد , فغياب القانون وعدم آهلية الحكومة في بسط الأمن وانشغالها بامور الثأر الطائفي والسلب الذي طال المال العام والخاص ادى الى الفوضى والتي استغلتها يد القتلة الطائفيين والخارجين عن القانون لتذبح اهلنا وتهجرهم من بيوتهم في كل محافظات العراق .
واليوم في الموصل والتي يلفها السواد حزنا على الابادة الجماعية التي يتعرض اليها شعبنا المسيحي فاننا نحمل كامل المسؤولية لحكومتنا الفاشلة في بغداد ولحكومة كردستان والتي نعتب على موقفها الأخير في مجلس النواب وتصويتها ايجابا على الغاء المادة خمسين , حيث لم يخطر ببال احد ان يقوم الأكراد بالتصويت على الغاء حق من حقوقنا الدستورية بالرغم من ان الكثير من ابناء شعبنا ومن احزابنا وقادتنا متواجدين على ارض كردستان ومتعاونين مع القيادات الكردية , ترى هل هكذا يعامل شعبنا الوفي ... !
ونحن في هذه المحنة نقف امام مرحلة تأريخية من حياة شعبنا المسيحي في العراق , فاننا ملزمون ان نخاطب قادة شعبنا المشاركين في السلطة العراقية في بغداد واربيل , ونسألهم دون خجل ما هو دورهم وما هي دعواتهم وما هي مشاريعهم للحفاظ على حياة المتبقي من شعبنا في العراق عامة ومحافظة الموصل خاصة , وكيف العمل ...ونعيد الى الذاكرة ان اعداءنا لا يميزون بين من كان يعتنق المسيحية او من كان ينادي بتسمية الكلدو اشوري السرياني ! فالأثنين واحد وهم المستهدفون دائما شئنا ام ابينا , ويبدو ان الدستور والقانون والمطالبات لن توفر لنا الحماية من القتل والتهجير.
اليوم وامام انظار ممثلينا في برلمان وحكومة بغداد وبرلمان وحكومة اربيل نضع صورة شعبنا في الموصل حيث تحاصر عوائل المسيحيين وينفذ في ابناءهم حكم الاعدام او ملاحقتهم للهروب وترك مساكنهم ومالهم للاوغاد !, فاننا نضع امامهم هذه الصورة البشعة , ونطلب منهم تفسيرا واضحا عن اسباب هذا الاستهداف وعن السبل للخروج من هذا الواقع المرعب وهذا الارهاب وكيف سيتصرفون امام هذه الصورة البشعة والتي لا يمكن اعتبارها الا انعكاسا لصورة فوضى الحكومة التي تدعي انها منتخبة وحامية الشعب , ان شعبنا ينتظر منكم ايها القادة ان تتحركوا بشكل سريع ومؤثر وواضح ولنسمع صوتكم الصارخ ضد هذا القتل الذي يفتك بشعبنا دون ذنب, علينا اليوم التنبه بان هناك ما يبيت لمستقبل المسيحيين في العراق من شرور , ويبدو ان اهتمام البعض من ساسة العراق بالحكم الذاتي ما هو الا لعبة من الاعيبهم السياسية لتمرير مخططاتهم ومشاريعهم المصلحية فقط , بقي ان نقول وما دام الآمر كذلك فاننا بحاجة الى حماية ارواح وممتلكات شعبنا قبل اي مطلب آخر , فما معنى المطالبة بالحكم الذاتي وشعب الحكم الذاتي صاحب المصلحة يقتل ويهجر سؤال صادر عن حسن نية بحاجة الى جواب ؟
واذكر بان الحكومة وعبر وسائل اعلامها ما زالت تتجاهل حتى الان موجة قتل المسيحيين وتهجيرهم من الموصل بل وتبدو وكأنها ليست المسؤولة عن ذلك علما بانها كانت قد اعلنت سيطرتها الكاملة على الأوضاع الأمنية في الموصل ..والسؤال اذن كيف يقتل شعبنا ويهجر على يد مسلحين يستقلون السيارات وفي وضح النهار .
في الختام ندعوا الله ان يرحم شهدائنا وان يحمي اهلنا الصابرين والذين لا حول لهم ولا قوة , وتحية اجلال واكبار لكل الشرفاء العراقيين مسلمين وغيرهم ساسة ورجال دين ممن يقفون مع شعبنا في محنته الحالية ويدينون قتل وتهجير الأبرياء من شعبنا المسيحي في العراق والله هو الحافظ الأمين .