مفارقات وطرائف عن تأسيس الأذاعة العراقية.!!
الحنين يأخذنا الى حيث مرتع الصبى وأيام الطفولة, حيث نختزن أجمل وأطرف الذكريات ,منها أستماعنا للأذاعة التي كان لها تأثير واضح على كسب نفوسنا والتأثيرفي أذواقنا الى الآن,وقد شاع استعمال الراديو في الستينيات والسبعينيات, حيث لم يتوفر التلفزيون أولاً وفي بداية السبعينات كان البث ضعيفاً و بالأبيض والأسود , ثم أستغل التلفزيون لغايات حزبية وخطابات سياسية مطولة مل من سماعها الناس.!! وقد أنشأت الأذاعة العراقية في بادئ الأمر في قصر الزهور خلال فترة حكم الملك غازي رحمه الله- بين 1933-1939 وكانت وسيلة ثقافية مهمة لغايات أعلامية تنافس الصحف والمجلات والجرائد,لكنها أيضاً تمتلك أموراً سلبية في العهود السابقة كونها تشكل عنصر دعم ودعاية للنظام الحاكم لتلميع صورة السلطه و كانت مُستَغَلَهْ للأسف رغماً عن رضى وقناعة كادرها ومثقفيها الذين لايروق لأغلبهم ما يصدر عن هذه السلطه.والراديو وسيلة سهلة الحمل ترافقنا في البيت والعمل وفي السيارة,يوصل الينا الأغنية والخبر والبرامج الى مسافات شاسعه,في المدن والقرى والصحراء والأهوار
منذ1959تأسست وكالة الأنباء العراقية وصارت مصادر الأخبار مركزية لكنها شهدت تدخلاً حكومياً كبيراً للفترة بين 1968-2003وقل هامش حريةالكلمة على حساب المركزية الحكومية.؟ رغم هذا تعتبر الأذاعة العراقية صوت عراقي أصيل له رسالته الحضارية والأنسانية الهادفة-رغم التشويش والضغط على مثقفيها-حيث تضم كفاءات فنية مبدعة عملت على جذب المستمع ببرامج مفيدة وأغاني جميله تعبر عن الواقع المتداخل خاصة الأغاني الأصيلة للمطرب داخل حسن وحضيري أبو عزيز -الذي غنى عن الورد - في الاربعينيات رغم الآم الفقر والأمية,وكذلك نتذكر دائماً الأصوات النسوية زهور حسين وأحلام وهبي وغيرهن. هذه الأغاني وغيرها لفنانين من السبعينيات منهم حسين نعمه وسعدون جابر وفاضل عواد وياس خضر وحميدمنصور- وفنانين مبدعين بعدهم في الثمانيات منحونا أجمل الألحان خاصة المطرب كريم منصور و قحطان العطار وغيرهم كثيرين, كنا نردد هذه الأغنيات مع أنفسنا في الغربة وفي المناسبات لانها تعبر عن الواقع العراقي وتشدنا لحب الوطن والذكريات فيه.!!
-----------------------------------
مفارقات وطرائف عن الأذاعة العراقية
-----------------------------------
ماقرأناه وسمعناه... عن تأسيس الأذاعة العراقية خاصة ماكتبه السيد موفق السامرائي: بأن تأريخ أستخدام المذياع في العراق يعود الى أوائل عام1928من قبل صاحب شركة الدخان العراقية عبدالعزيز البغدادي عند أقامته مسابقة لمنتوجات شركته وخصص جائزة أولى وهو جهاز راديو,وبدأت معه بعض المقاهي البغدادية بأنشاء محطات أذاعية سلكيه عن طريق راديو كبير يربط بسلك الى سماعة التيلفون ومكبر الصوت وتذاع بواسطته أغاني وموسيقى أو تلاوة للقرآن الكريم. ومنهم من أستخدم هذه الطريقة 1932صاحب مقهى الباروديه في الفضل. وبعدها أنشأ صاحب المقهى -ستوديو للبث-وأوصله بسلك الى جهاز المذياع وتأجير فرقة موسيقيه ومغنين للمقامات العراقية يقدمون حفلات أسبوعية , تطورت هذه المحاولات حتى شملت كثير من المقاهي, وبعدها أنشأ الملك غازي أذاعة خاصة بالقصر الملكي سميت أذاعة قصرالزهورودخول الراديو الى العراق عن طريق التجار والميسورين.
في عام1936عهدت حكومة ياسين باشا الى وزارة الأقتصاد لأنجاز بناء محطة للأذاعة وخصص 2800ألفان وخمسمائة دينار فقط.؟ثم زيد المبلغ الى ثلاثة آلاف وثمنمائة دينارعراقيكبداية حتى يتوفر ظرف مالي يسمح بتخصيص ميزانية لبناء ستوديوهات وفعلاً خصصت وزارة المالية سنة1936مبلغ خمس وثلاثين ألف دينار..
ألفت لجنة برئاسة رئيس الوزراء ياسين باشا وزير المعارف السيدصادق البصام وعدد من الأعضاء لوضع سلم رواتب وعناوين العاملين في الأذاعة -مدير الأذاعة- فنيين- كتاب- مقدمي برامج- مطربين- موسيقيين-ووضعت اللجنه سلم لرواتبهم وكان راتب 21دينارلمدير ستوديو,مهندس فني براتب30دينار
والمذيع براتب15دينارأضافة الى وظائف -فراش- جايجي - حدقجي.؟
وأعترضت وزارة المالية على هذا الملاك لعدم وجود التخصيصات الماليه لمثل هذا الملاك فبادر بعض موظفي الماليه,الى فرض رسم مالي سمي -رسم الراديو- يؤخذ من أصحاب المحلات والمقاهي والمطاعم والبيوت التي تضع جهاز راديو ظاهر للعيان أو مسموع .؟ ومقدار الرسم يساوي نصف دينار شهرياً؟ على كل جهاز راديو, وهكذا طلع علينا ؟ جيش من الجباة بزي موحد يجوبون المقاهي والمحلات؟ ويتنصتون على الناس ويطرقون الأبواب؟ فكم من مفارقة صارت مع هؤلاء الجباة-الله يساعدهم- كم من سطل ماء رشقوا من فوق السطوح أومن الشبابيك, وكان هؤلاء يطرقون الأبواب,-عندكم راديون-؟ فيردون الجواب- لايابه.؟
ومما يجمعه هؤلاء الجباة يدفعون رواتب مقدمي البرامج والموسيقيين والمطربين وغيرهم,وحسب ماعرفنا أن أجور المطربين لاتتعدى -دينار وربع- عن كل الحفله, بداية تأسيس الأذاعة لم يصل حدود العمارة والبصرة وكركوك والموصل ,وكان البث مباشر أول الأمر.وقد فرحت الناس كثيراً لأن شئ جديد دخل حياتهم,كذلك صادف مع دخول الكهرباء الى مدينة بغداد,بعد ظلام القرون الماضيه,ويقال أنه بيعت في مناسبة عيد ميلاد الملك فيصل2 حوالي خمسة آلآف جهاز راديو, وكانت كل المواد الأذاعية تذاع بالجو -عدا الأغاني المسجلة على الأسطوانات- وكم من مفارقة وكم من هفوة أو زلة أو خطأ صار مثار تندر الناس وحديثهم.؟
وتشير المصادر أنه حتى في الأربعينات لم تتوفر لدى الأذاعة أجهزة تسجيل ,وأن أول من أستعمل التسجيل من نوع الواير-ريكوردر هو المرحوم عبدالله الجقماقجي, الذي يمتلك محل مقابل مقهى خليل ,كان قد أشتراه من أحد الأمريكان ضمن حاجيات أخرى.؟وقام الجقماقجي بتسجيل الحفلات الدينية التي كانت تذاع على أذاعة القاهرة.ثم أقترح السيد حسين الرحال-مدير الأذاعة آنذاك- بشراءأجهزة تسجيل لتتمكن الأذاعة من تسجيل برامجها وقد كلف المهندس بديع أمين زكي لشراءها من شركة فولكو,أما أستعمال جهاز تيب ريكوردر فقد تم شراءه من أحد المواطنين الذين درسوا في أمريكا بعد عودته للعراق ,وأستخدم لتسجيل تلاوات القرآن للقراء- عبدالباسط عبدالصمد و أبوالعينين شعيشع- لمناسبة وفاة الملكة عالية سنة1951-1952م ولاتزال هذه التلاوات تسمع الى الآن وبعد عام1951تحسن مستوى البث الأذاعي في العراق وتطورت الأذاعة من حيث الأجهزة
و المعدات اكثر في السنوات اللاحقه
صادق الصافي-النرويج
sadikalsafy@yahoo.com