أضمنوا حقوق الأقليات ولا شأن لكم بخلافاتهم
المصدر: ايزيدي ٢٤
خضر دوملي
كثيرا ما يقدم هذا السؤال الى ممثلي الاقليات من قبل القيادات الحكومية والسياسية والبعثات الدبلوماسية، عندما يشددوا على مطالبهم بحقهم في المساواة والحماية والتمثيل والتعويضات وحمايتهم من خطابات الكراهية والتطرف والتدخل السياسي والديني في شؤونهم – المشكلة انكم منقسمون ولانعرف لمن نتحدث ؟ ومن يمثلكم ؟ ومن هو المسؤول عنكم ؟ .
كثيرا ما يتم الاخذ بهذه الحجة كأساس للتنصل في تقديم أي شيء وضمان أية حقوق للاقليات وخاصة الايزيدية والمسيحيين والكاكائية بحجة انهم منقسمين ومتفرقون ومشتتون على عدة أتجاهات سياسية او مجموعات وتجمعات مختلفة في الاراء والتصورات والمصالح ..
صحيح ان بعض المجموعات السياسية قد زادت من تمسكها بالتحالف مع جماعات هي في الاصل والاساس لاتعترف بهوية وخصوصيات الاقليات، ولاتعمل إلا لتمرير اجنداتها فوق هذه التجمعات ذات المصالح الاقتصادية والشهرة والنخبوية اولا واخيرا، ليس من المعقول ان تدافع جماعة متطرفة وذات توجهات راديكالية على حقوق الاقليات التي تنادي بالحرية والتنوع والتعددية و المساواة … !!! الأمر فيه الكثير من الخجل والمشبوهية …. ولايخص هذا الامر تجمع بعينه دون الاخر!!
أليس هذا ديدن الحياة التنوع والتعددية والحرية في التوجه الى أي طرف يتجهون إذا كان الامر كذلك فلتكفوا بوضع أمر تشتت وتفرق الاقليات الى عدة مجموعات، حجة للتنصل والتهرب من ضمان حقوقهم ..
لتعمل مؤسسات الدولة على تثبيت اسماء جميع الاقليات في التشريعات والقوانين، لن يعترض عليه أية مجموعة من المجموعات المتفرقة من الاقليات / ايزيدية كانت او مسيحية / مندائية كانت أو كاكائية زرادشتية كانت او بهائية / شبك او تركمان / ذوي البشرة السمراء او الغجر .
لتعمل مؤسسات الدولة على تطبيق القانون والعدالة وبنود الدستور بعدالة ومهنية وانسانية بعيدا عن أية أنتماءات دينية ضيقة الافق وخاصة تلك التي تضمن حق ووجود وهوية الاقليات وبناء دولة المواطنة فلن يعترض او تعترض عليها اية مجموعة وانا اضمن هذا الامر نيابة عن جميع الاقليات وسيكون أمرا مهما لجميع العراقيين بمختلف أنتمائاتهم القومية والدينية والمذهبية.
لتعمل مؤسسات الدولة على منع التمييز المستمر تجاه ابناء الاقليات ولتساهم في أعمار مناطق الاقليات وخاصة في سنجار وسهل نينوى وداقوق والحمدانية وبعشيقة وشيخان، فهاذ الامر سيرحب بها جميع الاقليات المعارضين لكم والموالين لكم والصامتين والمحايدين والرافضين لسياساتكم ومن يصفق ويرقص لتصريحاتكم.
لتعمل مؤسسات الدولة للحد من خطابات الكراهية و وضع جدول لتطوير المناهج التربوية وأفراغها من التهميش والاساءة، ووضع مناهج تشجع على قبول التنوع والتعددية فلا احد من المتحالفين مع مختلف التيارات السياسية والدينية والمذهبية حتى كارتونيا لن يعترضوا عليها .
تخيلوا ان ابنائهم وبناتكم قتلوا بدم بارد على ايدي برابرة العصر وانتم لازلتم تبحثون عن تحقيق العدالة وأنصاف الضحايا — أكيد لن يعترض او تعترض عليها اية جهة او فصيل سياسي او عسكري او اقتصادي او اثنو سياسي واثنو ديني ايزيدي او مسيحي فتحقيق العدالة أمر مهم لجميع العراقيين بمختلف أنتمائاتهم.
اضمنوا تعزيز مكانة ووجود الاقليات في المؤسسات الرسمية للدولة بجميع صنوفها وتقسيماتها والساحة ستكفي كل المعارضين والمتحالفين والمتفرقين والملاقين الذين كل يوم يبدلون ألوان ستراتهم واحذيتهم وفقا لطريق السير والسيارة التي تقلهم الى مواقع تقديم الولاء والطاعة .
أعيدوا الكرامة للايزيدية واعتذروا لهم و أعيدوا السبايا الذين أختطفتهم برابرة تنظيم داعش الارهابي وأنصفوا الضحايا وامنحوا التعويضات للأيزيدية دون شروط و تعويضات اضافية كجزء من رد الاعتبار وجبر الضرر، لان مؤسسات الدولة لم تستطع حمياتهم انذاك سترون أن هذه الاقليات أكثر منكم حبا لوطنهم – وأعتقد لكي لاتروا هذا الامر تريدونهم يتركوا هذا البلد وحجة انهم متفرقين موجودة لعدم دعمهم وأنصافهم ولاتعرفون لمن تنصفون ؟؟.
فلتقم مؤسسات الدولة بجعل اعياد الاقليات مناسبات معترف بها وتعدل القوانين التي تعتبر اساءة اليهم ومصادرة لكرامتهم – قانون أسلمة القاصرين – نموذجا حيا ومثالا لا احد سيعترض —
فلتلغوا قانون منع بيع واستيراد وصناعة المشروبات الكحولية التي تعتبر واحدة من مصادر الرزق للاقليات وجئتم تحاربون هذا المصدر ايضا وأعتقد ان المنع جاء بهذا السبب وليس لأنه حرام، جاء قانون المنع لأن التجار الكبار اصبحوا مسلمين، فخفتم ان يكون هذه بادرة لقبول التنوع والتعددية وفتح البارات والمحلات والاسواق في جميع المدن العراقية، فمنعتم هذا المصدر لمعيشة الاقليات ..
اوقفوا العمل بالقوانين والتعليمات الطاردة للاقليات وساهموا في البناء الحقيقي لدولة المواطنة، يعترض عليها أحد وأنذاك لاقيمة لقولكم – لانعرف من يمثلكم ؟ ومع من نتحدث عن حقوقكم ؟.
القائمة طويلة و تبريراتكم كثيرة و نكرر القول – اضمنوا حقوق الاقليات وعززوا مكانتهم وساهموا في أنصافهم و جبر الضرر والاعتذار على ما أرتكبت من جرائم ضدهم على طول مسيرة الدولة العراقية لكي تكون بداية لبناء دولة المواطنة وتعترف بالتنوع والتعددية وقبول الاخر والتعامل معه على الاسس المدنية والانسانية..